عند انخفاض درجة حرارة الجسم، تبدأ عضلات الجسم بالإرتخاء ثم التقلّص بشكل سريع، وهذا ما يسمى رعشة الجسم. تعتبر رعشة الجسم من الحركات اللاإرادية أي التي لا يمكننا التحكّم بها. وتهدف هذه الحركة إلى توليد الحرارة لرفع درجة حرارة الجسم عند انخفاضها. إذاً هي رد فعل طبيعي وسليم من الجسم، أليس كذلك؟ .. نعم لكن ليس دائماً، حيث قد تكون رعشة الجسم من الأعراض الثانوية لمرض كامن في الجسم. سنتعرف في هذا المقال على أبرز أسباب الرعشة ومتى يجب علينا مراجعة الطبيب؟
إقرأ أيضاً : دواء السالبوتامول دواعي الاستعمال والمحاذير
محتويات
أسباب رعشة الجسم
كما قلنا فإن البرد أو انخفاض الحرارة تعتبر أشيع أسباب رعشة الجسم، عادةّ ما تكون الرعشة مؤقتة وتزول بمجرّد الحصول على الدفء. لكن يوجد العديد من الأسباب الأُخرى التي تكون أعراض لأمراض جسدية وعقلية، من هذه الأسباب:
الحُمّى
تعتبر الحمى أيضاً من أشيع أسباب رعشة الجسم إلى جانب البرد. وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم أعلى من 37.7 درجة مئوية.
تحدث الحُمّى عادةً بسبب عدوى جرثومية أو فيروسية، ويمكن للحالات الإلتهابية أو التحسّسية أن تؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم أيضاً. وبشكل عام فإن تدبير الحرارة الناتجة عن الحّمّى والمسبّبة لرعشة الجسم بسيط. يُنصح هنا بشرب الماء بشكل متّكرر كما تفيد مضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية. في حال ترافق الحُمّى مع علامات سحائيّة كالتيبّس في الرقبة أو ضعف التنفس أو في حال استمرار الحُمّى لأكثر من 3 أيام، هُنا يجب بمراجعة الطبيب من أجل إجراء المزيد من الاستقصاءات.
اضطرابات الحركة النفسيّة المنشأ
بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن تكون رعشة الجسم من منشأ نفسي أو نتيجة اضطراب في الصحّة العقلية. يتم تشخيص هذه الحالة من خلال طبيب الأعصاب وذلك بعد إجراء العديد من الفحوصات التي تهدف إلى نفي الأسباب العضوية. هنالك العديد من النقاط التي يركّز عليها الأطباء في سياق تشخيصهم لرعشة الجسم، من هذه النقاط:
- البحث في محرضات رعشة الجسم المفاجئة.
- حدث سابق سبّب صدمة ظهرت من بعدها الأعراض.
- غياب هذه الحركات في حال تم صرف انتباه الشخص عنها.
- وجود اضطرابات نفسية أساسية مثل الإكتئاب أو القلق.
يتم علاج هذه الحالات عن طريق طرق العلاج الطبيعية أو جلسات العلاج النفسي، ويمكن استخدام الأدوية لبعض الحالات المتقدّمة.
الخوف، الحماس، التوتّر
المشاعر المفاجئة يمكن أن تسبّب رعشة الجسم. ويحدث هذا بسبب زيادة إفراز الجسم من الأدرينالين وهو الهرمون الذي يفرزه الجسم في حالات الخطر والذي يحفّز الجسم للأستجابة السريعة. وهنا تتميّز رعشة الجسم بغيابها بعد استهلاك الأدرينالين في الجسم. تعتبر رعشة الجسم المُسببة بهذه الأسباب قليلة نسبياً، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن فقد يكون تكرار هذه الحالات أعلى.
إقرأ أيضاً : علم البرمجة اللغوية العصبية..يمحو الآثار النفسية السلبية ويفعل شخصية الفرد
الرعاش مجهول السبب
يمكن أن يكون الارتعاش أو الرجفان اللاإرادي ناتج عن حالة عصبية مرتبطة بالدماغ تدعى الرعاش مجهول السبب. يمكن للرعشة هنا أن تظهر في أي منطقة من الجسم كالأطراف والجذع وحتّى الصوت. يجب أن نذكر أيضاً أنّه من الأسباب المرتبطة بالدماغ والمسبّبة للرعشة هو مرض باركنسون والذي تعتبر الرعشة من أشيع الأعراض التي يتظاهر بها.
قد يهمّك: مرض باركنسون ماهي أعراضه وأسبابه و هل يوجد علاج ؟
انخفاض سكّر الدم
يعتبر الغلوكوز أو سكر الدم هو مصدر الطاقة الأول في الجسم. في حال عدم تناول الشخص للطعام لفترة طويلة فقد يكون معرّضاً لإنخفاض مستوى السكر في الدم. يؤدي انخفاض الغلوكوز إلى العديد من الأعراض من ضمنها رعشة الجسم. يجب على الأشخاص في هذه الحالة تنظيم وجبات طعامهم بالإضافة إلى مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم وخاصّة لمرضى داء السكري.
إقرأ أيضاً: أعراض انخفاض السكر وكيفية الوقاية من انخفاض سكر الدم لدى مريض السكري
القلق
القلق هو اضطراب نفسي يمكن أن تنعكس أعراضه على الجسم والحالة العقلية.من الأعراض الجسدية التي يسبّبها الغثيان، زيادة في معدل ضربات القلب، الرعشة أو الرجفان. يعتمد العلاج هنا بشكل رئيسي على إجراء تغييرات في نمط الحياة، كممارسة التمارين الرياضية والإستماع إلى الموسيقى والقيام بالنشاطات المختلفة مع العائلة والأصدقاء، كما يمكن استخدام بعض الأدوية المضادّة للقلق.
الإنتان
يعتبر الإنتان من الحالات الإسعافية والمهدّدة للحياة التي تتطلّب التوجه إلى المستشفى بشكل مباشر، وهو عبارة عن رد فعل عنيف من الجسم نتيجة حالة إلتهابية التي غالباً ما تكون ذات رئة أو التهابات معوية أو بولية. تعتبر رعشة الجسم من الأعراض الأساسية في حالة الإنتان، تشمل الأعراض الأخرى الألم وتسرّع القلب والتعرّق المفرط مع ارتفاع درجة حرارة الجسم.