اضطراب القلق الأسباب والأعراض

كتابة: Zainab Asif Ahmed - آخر تحديث: 2 أغسطس 2022
اضطراب القلق الأسباب والأعراض
  • اضطراب القلق .. هو حالة من حالات الصحة العقلية، تتعلق بالخوف الزائد والرهبة تجاه أبسط المسائل التي يتعرض لها المريض. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق وعدم الراحة من وقت لآخر، سواء بالعمل، أمور المنزل، الدراسة، العناية بالأطفال وغيرها من الأمور الحياتية التي لابد أن تأخذ حيزاً من تفكيرنا واهتمامنا، إلا أن اضطراب القلق يتجاوز بمفهومه هذه الأمور، ليتعداها إلى مرحلة تجنب الذهاب إلى العمل والخوف من تكوين أسرة وتجنب الآخرين والاجتماعات. إن اضطراب القلق من أكثر الأمراض العقلية شيوعاً، وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة لاضطراب القلق من الرجال، قد يُعزى الأمر إلى الهرمونات الأنثوية، أو أن النساء بطبيعتهن يتجنبن طلب المساعدة في بداية ظهور الاضطراب مما يزيد الحالة سوءاً. سنتحدث في هذا المقال عن أهم أسباب اضطراب القلق، والأعراض الناتجة عنه.

أسباب اضطراب القلق

أسباب اضطراب القلق

لم يتمكن الباحثون إلى الآن من تحديد الأسباب الدقيقة لاضطراب القلق، إلا أن معظم المرضى تحققت لديهم هذه الأسباب:

  • العوامل الوراثية: أظهر المرضى تاريخ عائلي لاضطرابات نفسية وهوس وقلق.
  • اضطرابات في كيميائية الجسم: إن القلق كغيره من المشاعر ناتج عن سلسلة من العمليات التي تحدث على مستوى القشرة المخية، وتؤدي بالنهاية إلى توليد شعور معين. اضطراب القلق قد يُعزى إلى خلل أو عيب في هذه العمليات المولدة لشعور الخوف عامة.
  • الضغوط البيئية وظروف التنشئة: إن الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث مؤلمة في مراحل الطفولة أو المراهقة المتأخرة، كالتعرض للعنف من أحد الوالدين، أو موت شخص عزيز، من المرجح أن يظهروا اضطراب القلق بنسبة كبيرة.
  • بعض الأمراض: قد يصاحب بعد أمراض القلب والرئة شعور زائد بالخوف والقلق، يمكن أن تتطور فيما بعد إذا لم تتم المراقبة إلى اضطراب قلق. لذلك يفضل إجراء فحص شامل للجسم عند المرضى الذين يبدؤون بإظهار بعض أعراض هذا الاضطراب، بهدف تطمين المريض وتخفيف وطأة شعور القلق عنده.
  • سوابق بأمراض عقلية أخرى: كالاكتئاب مثلاً أو الوسواس القهري، من المرجح أن تتفاقم الحالة إلى اضطراب قلق.
  • النظرة السلبية والمتدنية للذات: إن الأشخاص الذين يشعرون دائما بأنهم غير مهمين، أو عديمي الفائدة، أو غير محبوبين من قبل الآخرين، أو الذين يفشلون في الكثير من المهام الموكلة إليهم، يتعرضون للإصابة باضطراب القلق باحتمالية كبيرة.
  • سوء تعاطي بعض المشروبات والمهدئات: التعاطي المفرط للكحوليات والمخدرات، يعرض الشخص إلى الإحساس بشعور دائم من عدم الراحة والخوف، يمكن أن يؤدي إلى حالة من اضطراب القلق.

أنواع اضطراب القلق

قبل الحديث عن أعراض اضطراب القلق، لا بد من التنويه إلى أن أنواع كثيرة من حالات الخوف تندرج ضمن مصطلح اضطراب القلق، لذلك سنذكر بعض الأنواع الشائعة:

  • اضطراب القلق المعمم: من الممكن أن يكون بلا سبب، أو تجاه أمور بسيطة جداً، يبدأ المريض بالشعور بالتوتر والقلق الغير منطقي، مما يجعل من الصعب القيام بأمور الحياة العادية، ويصاب بالإرهاق والتعب.
  • الخوف أو الرهاب الاجتماعي: يتجاوز هذا النوع من اضطراب القلق الخجل من الآخرين والغرباء، بل يكون المريض مذعوراً من كافة أشكال التواصل الاجتماعي، غالباً ما يكون سببه الخوف من الإذلال (كأن يقول المريض لنفسه: قد أبدو غبياً إذا قلت كذا، أو سيسخرون من فكرتي وهكذا)
  • اضطراب الهلع: يتميز بنوبات هلع مفاجئة ودون سابق إنذار، قد تتشابه أعراض نوبات الهلع مع النوبة أو السكتة القلبية، حيث تترافق مع أعراض جسدية قوية كخفقان القلب المتسارع والقوي، ضيق التنفس، الدوخة، ألم في الصدر. غالباً ما يلجأ المريض إلى العزلة الاجتماعية لتجنب هذه النوبات، لكنه لا ينجح.
  • الرهاب: لابد أنك قد سمعت عن شخص يعاني من رهاب الأماكن المزدحمة، رهاب الأماكن المغلقة، رهاب المرتفعات، فالرهاب يعني ردود فعل قوية وخوف مستمر وشديد من أشياء معينة أو حوادث معينة.
  • قلق الانفصال: مثلما يبكي الأطفال الصغار حين تبتعد عنهم أمهاتهم لفترة قصيرة، وحالما تأتي يشعرون بالأمان ويتوقفون عن البكاء، قلق الانفصال ممكن أن نجده عند أي شخص يشعر بعدم الراحة وعدم الأمان حالما يغيب الشخص المفضل لديه أو القريب منه عن نظره.
  • اضطراب الصمت الانتقائي: عندما يختار الأطفال خاصة عدم التحدث بوجود غرباء، رغم أنهم يتكلمون مع أشخاص يعرفونهم بشكل طبيعي، كما يحدث في المدرسة.

أعراض اضطراب القلق

أنواع اضطراب القلق

كما أشرنا سابقاً فإن اضطراب القلق بشكل عام يعني حالة من الخوف الزائد، الرهبة، ردود الفعل المبالغ فيها سواء العاطفية أو السلوكية، ومن الأعراض الشائعة التي تظهر لدى مرضى اضطراب القلق نذكر مايلي:

  • الخوف، الرعب، الشعور بالخطر دائما: إن اضطراب القلق بطبيعة الحال يولد حالة من الشعور بعدم الراحة، وخاصة إذا كان المريض يعاني من الخوف الاجتماعي، أو الخوف من الأماكن المزدحمة أو الجديدة، هذا ما يدفعة دوماً إلى التنبؤ الخاطئ والواهم بأنه معرض للخطر.
  • مشاكل في النوم والأرق: المريض لديه مئات الأفكار المقلقة حول أشياء كثيرة، مما يجعله غير قادر على التمتع بنوم هادئ، وحتى إن تمكن من النوم فهو نوم سطحي وغير مريح.
  • عدم القدرة على البقاء ثابت وهادئ.
  • شحوب الجلد والتعرق الغزير البارد: السبب الطبي لذلك هو أن الخوف يسبب تنبيه الجهاز العصبي الودي، مما يؤدي إلى تقبيض الأوعية الدموية.
  • خدر ووَخر في اليدين والقدمين
  • ضيق تنفس مع سرعة تنفس: لا يستطيع المريض أخذ شهيق طبيعي، فيشعر بنفاذ الهواء، وبمحاولة لتأمين دخول كميات كافية من الهواء إلى رئتيه، يقوم المريض بزيادة عدد مرات الشهيق والزفير.
  • زيادة بعدد ضربات القلب: أيضاً نتيجة تفعيل الجهاز العصبي الودي، تترافق أحياناً مع زيادة قوة الضربة القلبية.
  • جفاف الفم: الجهاز العصبي الودي يسبب تثبيط إفراز اللعاب من الغدد اللعابية في الفم، ومن المعروف أن اللعاب مهم لترطيب الفم، ونقص اللعاب يسبب شعور بالجفاف.
  • التبول المتكرر: من نتائج تفعيل الجهاز العصبي الودي.
  • ردود الأفعال العدائية: يترافق اضطراب القلق مع هيوجية وعصبية زائدة أحياناً، ولنا أن نتخيل كيف يكون تأثير ذلك على ردود أفعال المريض، وخاصة إذا لم يتم استيعاب المريض القلق، أو تم الاستخفاف بطبيعة شعوره وتجاهله، قد يقوم المريض بإيذاء نفسه أو المتواجدين حوله.

علاج اضطراب القلق

علاج اضطراب القلق

مادام اضطراب القلق هو حالة من حالات الصحة العقلية، لا بد للعلاج أن يتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي، أهم الأدوية المستخدمة في العلاج الدوائي:

  • مضادات الاكتئاب: عادة هي أولى الأدوية الموصوفة لمرضى اضطراب القلق، نذكر منها البروزاك والإسكيتالوبرام. من الأدوية المضادة للقلق المزمن أيضا نذكر (بوسبار) إلا أنه قد يحتاج المريض إلى تناوله عدة أسابيع قبل ظهور ظهور تأثيره.
  • بينزوديازيبينات: تأثيرها سريع في تقليل القلق والتوتر، لكنها تسبب التعود، توصف إذا كان الشعور بالقلق مستمر، منها ألبرازولام، وكلونوبين.
  • حاصرات بيتا: تستخدم عادة لإيقاف أعراض نوبات الهلع، كزيادة الخفقان، والرعشة أو الرجفان.
  • مضادات الاختلاج: توصف عادة لمرضى الصرع، للوقاية من أعراض النوبة القوية، ومن الممكن أن تستخدم كمضادات للقلق.

أما من ناحية العلاج النفسي والسلوكي فمن اللازم أن يلجأ المريض إلى معالج نفسي، يكشف له كيف تؤثر مشاعره وأفكاره على سلوكياته، كما يساعده على ضبط انفعالاته المبالِغة والتحكم بها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن أسباب اضطراب القلق، وأهم أعراضه و أوجزنا كيفية العلاج الدوائي والنفسي.

المراجع

[contact-form][contact-field label="الاسم" type="name" required="true" /][contact-field label="البريد الإلكتروني" type="email" required="true" /][contact-field label="الموقع" type="url" /][contact-field label="رسالة" type="textarea" /][/contact-form]
1056 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *