ما هو تصلب الشرايين …. تصلب الشرايين كما يبدو من اسمه، هو حالة مرضية تظهر عندما تصبح الشرايين الدموية الحاملة للأوكسجين والمواد المغذية من القلب إلى باقي أجزاء الجسم سميكة وصلبة. هذا التصلب يؤدي إلى تقييد تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة. يوجد العديد من الأسباب لهذه الحالة، كالتقدم في العمر والتدخين وتراكم الدهون والكوليسترول في جدران الشرايين. هذا التراكم للمواد الدهنية يسبّب ما يشبه اللويحة في جدار الشريان. والتي يمكن أن تتسبب في تضييق الشريان، مما يؤثر على تدفّق الدم، كما قد تتمزق اللويحة مسبّبة إطلاق الجلطات الدموية.
- على الرغم من أن تصلب الشرايين يعتبر من ضمن المشاكل القلبية، إلا أنه يمكن أن يصيب الشرايين في أي مكان في الجسم. وبالنسبة لعلاج هذه الحالة، فيمكن علاج التصلب من خلال تغيير عادات الحياة بالإضافة إلى الأدوية والجراحة أحياناً.
محتويات
أعراض تصلب الشرايين
لا تظهر أيّة أعراض في المراحل الباكرة من تصلب الشرايين، وتبدأ الأعراض بالظهور عندما يتضيّق الشريان بشكل كبير أو ينسدّ بحيث لا يستطيع الدم الوصول إلى الأعضاء والأنسجة. وبالنسبة لأعراض التصلب الشرياني، فيختلف حسب مرحلة المرض وحسب الشريان المصاب، من هذه الأعراض نذكر:
- في حال شمل تصلب الشرايين الأوعية الدموية القلبية، فقد تظهر أعراض صدرية مثل ألم في الصدر أو إحساس ضغط على الصدر.
- بينما اذا ما شملت الإصابة الشرايين الدماغيّة، فقد تظهر علامات وأعراض عصبية كالتنميل المفاجئ وضعف في الأطراف، صعوبة في الكلام، فقدان مؤقت للرؤية في عين واحدة، أو تدلي في عضلات الوجه. وتشير هذه الأعراض إلى حدوث نوبة إقفار عابرة (TIA) والتي قد تتطور إلى سكتة دماغية.
- قد تصاب أيضاً شرايين الأطراف وتظهر أعراض إصابة في الشرايين المحيطية، مثل ألم الساق والعرج عند المشي أو انخفاض ضغط الدم في أحد الأطراف المصابة. أخيراً، إذا ما شملت الإصابة الشرايين الكلوية، فقد تشمل الأعراض ارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي.
أسباب الإصابة بالتصلّب
يعد التصلب الشرياني من الأمراض البطيئة والمتدرجة في تطورها، ومن الممكن أن يبدأ في وقت مبكر من الطفولة. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة غير معروف، إلّا أن تصلب الشرايين يبدأ بتلف أو إصابة في الطبقة الداخلية للشريان. ويكون الضرر ناتجاً عن:
- ارتفاع ضغط الدم.
- نسبة الكولسيترول العالية في الجسم.
- ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية في الدم.
- كما قد ينتج عن التدخين.
- مقاومة الأنسولين والسمنة ومرض السكري.
- التهابات مجهولة السبب أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب المفاصل أو الذئبة أو الصدفية أو التهاب الأمعاء.
عند تلف الجدار الداخلي للشريان، تتراكم الخلايا الدموية في موقع الإصابة وبطانة الطبقة الداخلية للشريان. وبمرور الوقت، تتراكم أيضاً الرواسب الدهنية (اللويحات) المكونة من الكوليسترول مما يؤدي إلى تضيق الشرايين. وبدورها هذه اللويحات يمكن أن تتمزق وتنتقل عبر الأوعية مسبّبة جلطات دموية في مناطق عديدة من الجسم.
قد يهمك: شرايين الرقبة: الدليل التشريحي الكامل في العنق والرأس
عوامل الخطر المؤهّبة
يحدث تصلب الشرايين بشكل تدريجي وبطيء. وإلى جانب التقدّم في العمر، تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة ما يلي:
- ارتفاع في ضغط دم.
- أمراض الكوليسترول.
- مستويات عالية من بروتين سي الالتهابي (CRP).
- داء السكري.
- والبدانة كذلك تزيد من خطر الإصابة .
- نوب توقف التنفس أثناء النوم.
- التدخين وعدم ممارسة الرياضة.
- قصة عائلية لأمراض القلب.
- نظام غذائي غير صحي.
ما هو تصلب الشرايين
تشخيص تصلب الشرايين
- التحاليل الدموية: يتم إجراء اختبارات الدم للتحقق من مستويات السكر في الدم والكوليسترول، وذلك لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم والكوليسترول يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين. كما يمكن أيضاً إجراء اختبار البروتين سي التفاعلي الإلتهابي (CRP) للتحقق من وجود التهاب في الشرايين.
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG): يسجل هذا الاختبار البسيط وغير المؤلم الإشارات الكهربائية للقلب.
- اختبار الجهد: إذا ظهرت العلامات والأعراض في أثناء التمرين والجهد فغالباً ما سيتم إجراء هذا الاختبار. يُجرى اختبار الجهد على جهاز المشي أو الدراجة الثابتة أثناء اتصال المريض بجهاز تخطيط القلب. ويعتمد الإختبار على فكرة أنّ التمرينات تجعل القلب يضخ بقوة أكبر وأسرع مما هو عليه في معظم الأنشطة اليومية، وبالتالي يمكن أن يكشف اختبار الجهد عن مشكلات داخل القلب لا تظهر في حالة الراحة.
- مخطط صدوية القلب: يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لإظهار مدى جودة تحرك الدم عندما ينبض القلب عبر الشرايين. وفي بعض الأحيان يتم دمجه مع اختبار الجهد.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الدوبلر): عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتية (جهاز الدوبلر) يتم قياس ضغط الدم في نقاط مختلفة على طول الذراع والساق. ويمكن أن تساعد هذه القياسات الطبيب في تحديد درجة الإنسداد وسرعة تدفق الدم في الشرايين مما يشير إلى تصلب الشرايين في حال وجود مشكلة في هذه السرعة.
- القثطرة القلبية وتصوير الأوعية الدموية: يمكن أن يُظهر هذا الاختبار فيما إذا كانت الشرايين التاجية لديك ضيقة أو مسدودة.
- علاج تصلب الشرايين
يعد تغيير نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، هو العلاج الأول لتصلب الشرايين. وفي بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة إلى الأدوية أو بعض الإجراءات الجراحية.
الأدوية
- الستاتينات وأدوية الكوليسترول الأخرى: يمكن أن يؤدي خفض الكوليسترول البروتين منخفض الكثافة (LDL) إلى إبطاء تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين وإيقافه وعكسه.
- مميعات الدم: مثل الأسبرين لتقليل خطر تراكم الصفائح الدموية في الشرايين الضيقة، وتشكيل جلطة دموية وبالتالي التسبب في مزيد من الانسداد.
- أدوية ضغط الدم: لا تساعد أدوية خفض ضغط الدم في عكس تصلب الشرايين، ولكنها تمنع وتعالج المضاعفات المرتبطة بالمرض مثل خفض خطر الإصابة بنوبة قلبية.
- الجراحة
في بعض الأحيان، هناك حاجة إلى علاج أكثر قوة لعلاج تصلب الشرايين. فإذا كانت لدى المريض أعراض شديدة أو انسداد تام، يوجد احتمال اللجوء إلى الإجراءات الجراحية التالية:
- القثطرة وتركيب شبكة: يساعد هذا الإجراء على فتح الشريان المسدود. يُدخل الطبيب قثطرة في الشريان المصاب، ثم يتم تمرير قثطرة ثانية بها بالون مفرغ من الهواء إلى الطرف الثاني عبر القسطرة الأولى إلى ما بعد منطقة الانسداد. وبعدها يقوم الطبيب بنفخ البالون مما يؤدي إلى توسيع الشريان.
- استئصال بطانة الشريان: في هذا الإجراء تتم إزالة تراكم اللويحات جراحياً من جدران الشريان المتضيق.
- جراحة الشريان التاجي والمجازاة الإكليلية: يتم هنا أخذ وعاء دموي سليم من جزء آخر من الجسم لإنشاء ممر جانبي حول الشريان المسدود، وذلك لإعادة توجيه تدفق الدم.
إقرأ أيضاً: ما هو اكبر شريان في الجسم؟ تعرّف على أبرز المعلومات حول هذا الشريان.