يعتبر الرحم عضو الحمل، فهو يضم البيئة المناسبة والمثالية التي تحتضن البيضة الملقحة عندما تصل إليه. ولكن قد تحدث حالات من الحمل خارج الرحم والتي تنجم عن انغراس البيضة في مكان وبيئة خارج رحمية. بداية من المهم أن نعلم أن الإلقاح يتم على سطح المبيض، بعد إطلاق البويضات خلال فترة الإباضة (تحدث عادة في اليوم 14 بدءاً من أول يوم في الدورة الطمثية). وبعد ذلك تنتقل البيضة الملقحة من المبيض إلى البوق (نفير فالوب أو كما يسمى أنبوب فالوب). ومن ثم تنتقل من البوق إلى الرحم. وذلك عبر حركة أهداب البوق التي تحرك البويضة باتجاه الرحم. وبعد ذلك تصل البويضة للرحم في اليوم الثالث بعد الإلقاح حتى تنغرس وتعشش ومن ثم تتكاثر. لتشكل التويتة ومن ثم المضغة فالجنين.
- يحدث الحمل خارج الرحم عند وجود معرقل يعيق حركة البويضة ويمنعها من الوصول إلى داخل جوف الرحم. مما يجعلها تستقر في البيئة خارج الرحمية، وبعد ذلك تتكاثر لتشكل مضغة ومن ثم جنين. أي نقول أن البيضة تعيش في البيئة خارج الرحمية ولكنها غالباً لا تستمر بالحياة. حيث تنتهي معظم حالات الحمل خارج الرحم ويكون مصيرها الإجهاض.
محتويات
تعريف الحمل خارج الرحم Ectopic Pregnancy
هو إنغراس البويضة في أي مكان غير الرحم. عادة مايحدث الحمل خارج الرحم في أنبوبي فالوب (يعدان المكان الأشيع) أو المبيضين. وكما أنه قد يحدث أيضاً في أي منطقة من الثرب البريتواني إلا أن هذه الحالة نادرة. لا يسعنا القول أن تطور الحمل خارج الرحم مشابه لتطور الحمل الطبيعي. حيث أن الحمل خارج الرحم معرض ومهدد بالإملاص والإجهاض بشكل أكبر مقارنة بالحمل الطبيعي.
أعراض الحمل خارج الرحم
قد يكون الحمل خارج الرحم غير عرضي في بعض الحالات، ويتم الكشف عند صدفه أثناء إجراء فحص روتيني. إلا أنه عرضي في بعض الحالات، فيظهر من خلال مجموعة من الأعراض التي تتميز بحدوثها خلال الأسبوعين الرابع والثاني عشر من الحمل. ونذكر معاً أهم الأعراض:
- وجود علائم الحمل من انقطاع طمث إلى انتفاخ البطن.
- آلام بطنية تتركز في أسفل البطن، وعادة ماتتوضع على جانب واحد.
- حدوث نزوف مهبلية أو إفرازات مائية بيضاء.
- انتشار الألم للكتف.
- الشعور بعدم الراحة أثناء التبول وأثناء التبرز.
قد لا تكون هذه الأعراض دائماً مؤشر لحدوث حالة طبية خطيرة، حيث أننا نجد أنها مجموعة من الأعراض النوعية التي تشترك مع مجموعة من الأمراض بهذه الدائرة. ومع ذلك قد يكون الحمل خارج الرحم حالة طبية خطيرة تهدد بالوفاة لذلك من المفضل طلب المشورة الطبية حالاً في حال حدوث أي مما يلي:
- الشعور بألم حاد ومفاجئ أو شديد في البطن.
- حدوث الإغماء أو الشعور بدوار شديد.
- الشحوب، والذي عادة مايكون ذو إنذار سيء لكونه يترافق مع حدوث نزوف شديدة. أو قد يشير إلى حدوث تمزق في أنبوب فالوب والذي يتطلب فتح بطن إسعافي.
أسباب الحدوث
قد يكون من الصعب أحياناً تحديد سبب حدوث الحمل خارج الرحم، ولكن غالباً ماتكون المشكلة مرتبطة بأنبوبي فالوب. وغالباً السبب هو حدثية التهابية في إحدى الأنبوبين أو قد تكون تضيقهما أو انسدادهما.
سنستعرض معاً مجموعة من العوامل التي أثبتت دورها كعامل مؤهب في حدوث الحمل خارج الرحم:
- الداء الحوضي الالتهابي (PID): وهو وقوع حدثية التهابية في أي جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي. في معظم الحالات يكون ناجم عن عدوى منتقلة عن طريق الاتصال الجنسي (STDS).
- إصابة سابقة للسيدة ذاتها أو أحد أقربائها بحدوث حمل خارج الرحم.
- في السوابق جراحة على الحوض.
- في السوابق جراحة على أحد البوقين مثل إجراء ربط للبوقين عند النساء بشكل غير ناجح.
- العمر المتقدم الذي يتجاوز ال35 سنة.
- القيام بالإلقاح الصناعي.
- استخدام اللولب البروجستروني أو النحاسي.
- التدخين.
العلاج
توجد ثلاث فروع رئيسية لعلاج الحمل خارج الرحم وهي:
- التدبير التوقعي: ويعني مراقبة البيضة الملقحة حتى يتم ارتشافها كلياً. غالباً مايحدث إجهاض خلال الأسبوع السادس حتى العاشر الحملي. لذلك تعتبر المراقبة مهمة وحساسة خلال هذه المرحلة.
- التدبير الدوائي: يتم حقن جرعة من الميتوتريكسات الذي يعمل على حث الإجهاض.
- التدبير الجراحي: وذلك عن طريق ثقب وتنظير البطن، فيتم إزالة البيضة الملقحة وأنبوب فالوب في حال كان مصاباً. وفي حال وجود آفة تسده يعمل الجراح على فتحه من جديد وتوسيعه.
نتائج الحمل خارج الرحم
تبقى معظم النساء اللواتي في سوابقهن علاج لـ “حمل خارج الرحم ” قادرات على الحمل مستقبلاً. إلا أنه لا يمكننا أن ننكر أن فرصهن تتناقص ولو قلبلاً مقارنة بباقي السيدات. من المهم أن تتجاوز السيدة موضع فقدان الجنين وأن تتطلع لحدوث حمل في ظروف أفضل. حيث أن الحالة النفسية للسيدة يؤثر بشكل بكير على خصوبتها وعلى نتاج الحمل المقبل.