داء باركنسون كل ما تحتاج أن تعرفه عن هذا المرض

كتابة: Basel Adib Freifer - آخر تحديث: 26 يوليو 2023
داء باركنسون كل ما تحتاج أن تعرفه عن هذا المرض

داء باركنسون كل ما تحتاج أن تعرفه  يُعرف مرض باركنسون (Parkinson’s disease) بأنه مرض عصبي ذو بدء تدريجي. يظهر عادةً في الأعمار الكبيرة ونسب الإصابة فيه لدى الذكور أعلى من الإناث. أمّا طبياً فيحدث في هذا المرض تنكس في الخلايا العصبية (النورونات) في منطقة من الدماغ تدعى المادّة السوداء (Substantia Nigra). هذه المنطقة هي المسؤولة عن إفراز ناقل عصبي يدعى دوبامين (dopamine) يساهم هذا الناقل العصبي في ربط المادّة السوداء مع منطقة أخرى تُدعى النوى القاعدية (Basal Ganglia). تعتبر كلّ من المادّة السوداء والنوى القاعدية من مناطق الدماغ الهامّة التي تعمل معاً من أجل التنسيق الحركي. سنتعرّف هنا على داء باركنسون بشكل عام وما هي أخر مستجدات الطب في مواجهة هذا المرض المستعصي.

اقرأ أيضًا:

داء باركنسون كل ما تحتاج أن تعرفه عن هذا المرض

كما ذكرنا في البداية، مرض باركنسون يستهدف بشكل أساسي منطقة المادّة السوداء في الدماغ والتي تقوم بإفراز الدوبامين. إصابة هذه المنطقة سوف يؤدي إلى تموّت الخلايا العصبية وبالتالي فإن كمية الدوبامين المفرزة من هذه المنطقة سوف تنخفض بشكل حاد.
نقص الدوبامين بدوره سوف يقلل من النقل بين المادة السوداء والنوى القاعدية وبالتالي يفقد الشخص هنا قدرته على “البدء السَلس” للحركة ويعاني من صعوبة في القيام بالحركات التي اعتاد ممارستها، كما أنّ إصابة هذه المنطقة سوف تؤدي إلى ظهور أحد أشيع أعراض المرض وهي الرجفان في حالة الراحة في اليدين.

لا يمكن القول أن الباحثون قد توّصلوا إلى فهم سبب المرض بشكل كامل، فخلال الأبحاث المُجراة لاحظ العلماء أيضاً وجود طفرات جينية عند بعض المصابين الذين يمتلكون تاريخ مرضي لأفراد آخرين من الأسرة وبالتالي هناك احتمالية أن يكون للعوامل الوراثية دور في انتقال المرض. بالإضافة إلى وجود دور ضئيل لبعض العوامل البيئية في زيادة احتمال الإصابة بمرض باركنسون.

اقرأ أيضًا: التعامل مع مريض باركنسون

ما هي أعراض الإصابة بباركنسون؟

ما هي أعراض الإصابة بباركنسون

تبدأ أعراض مرض باركنسون بشكل بطيء وتدريجي، وغالباً ما يشكو المريض أولى أعراضه في جهة واحدة من الجسم ثم تنتقل الأعراض إلى الشق المقابل مع بقاء رجحان في شدّة الأعراض إلى الجهة التي بدأ المرض بها. تشمل أشيع الأعراض المعروفة لهذا الداء ما يلي:

  • رجفان الراحة أو الإرتعاش (Rest Tremor): أشيع الأعراض على الإطلاق والعرض الأول في الظهور. يمكن أن يظهر في أي طرف ولكن الأشيع أن يبدأ في الأصابع بعلامة مميّزة تسمى علامة عدّ النقود.
  • صعوبة الحركة وعدم المطاوعة العضلية (bradykinesia): يعتبر هذا العرض من الأعراض المتأخّرة لداء باركنسون. وهنا نلاحظ ثبات في وضعية المريض ووجود فرط مقوية عضلية في حال أراد المرض تحريك أحد أطرافه بشكل عفوي.
  • اختلال في التوازن والوضعية (Impaired posture and balance): يظهر اختلال التوازن نتيجة غياب الحركة العفوية للذراعين على جانب الجسم وبالتالي غياب توزيع الثقل. كما تغيب الخطوات الواسعة وتتحول إلى خطوات قصيرة متتالية.
  • الوجه الجمودي وغياب التفاعل بحركات الوجه ((Loss of automatic movements): يفقد المريض تدريجياً القدرة على التحكم في عضلاته حتّى الصغيرة منها. فنلاحظ غياب هذه تعابير الوجه ويظهر المريض وكأنه غير مبالي.
  • تغيرات في الكلام والكتابة (Speech & Writing changes): في المراحل المتقدّمة من المرض يصبح صوت المريض هادئ وثابت. كما يصغر حجم خطّ اليد وتصبح الحروف الملفوظة والمكتوبة غير واضحة.

قد يهمك: أطعمة تنمي دماغ طفلك وماهي العناصر الغذائية المهمة للنمو.

ما هي مضاعفات داء باركنسون؟

داء باركنسون كل ما تحتاج أن تعرفه

يمتلك مرض باركنسون تأثيرات أخرى على الحالة الجسدية والنفسية للمريض مع ترقي الإصابة به، أشيع هذه التأثيرات:

  • مشاكل في البلع: مع تقدّم الإصابة بالمرض، يصل تأثير باركنسون إلى التأثير على عضلات المضع. فيواجه المريض صعوبة في عملية تناول الطعام وابتلاعه ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء تغذية.
  • الإكتئاب: يعتبر الإكتئاب من المضاعفات الشائعة. يمكن علاجه بواسطة الأدوية المضادة للإكتاب في بداية الإصابة مما يساعد أيضاً في تقبّل المريض لوضعه الحالي ويسهّل عليه التعامل مع المرض.
  • الخرف: يمكن أن يكون الخرف والإضطراب الإدراكي والسلوكي من مضاعفات باركنسون. لكنّها عادةً تظهر في المراحل الأخيرة من المرض وفي حال إهمال المريض لوضعه.
  • كما يمكن أن يعاني مرضى داء باركنسون من مشاكل في النوم وأرق واضطرابات في دورة النوم العميق (REM) مما يؤدي إلى شعور المريض بالتعب المزمن.

اقرأ أيضًا: مرض باركنسون ماهي أعراضه وأسبابه و هل يوجد علاج ؟

ما العلاجات المتوفرة لمرضى باركنسون؟

ما العلاجات المتوفرة لمرضى باركنسون

الخيار الدوائي الأكثر شيوعاً لمرضى باركنسون هو ليفودوبا (Levodopa). وهو عبارة عن دواء يستهدف حركات الرجفان في الأطراف مما يؤدي إلى إراحة المريض من أكثر الأعراض إزعاجاً. يختلف تأثيره بين المرضى كما يمتلك العديد من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض.
أما جراحياً فالعمل الجراحي الأشيع يدعى التحفيز الدماغي العميق (Deep Brain Stimulation). وهو عمل جراحي على الدماغ يهدف إلى نقل السيالات العصبية من المناطق المصابة في الدماغ إلى بطارية مزروعة في جسد المريض بدل أن تذهب إلى الأطراف وتسبّب الرعشة.
كِلا العلاجين يستهدفان الأعراض دون وجود دواء أو جراحة تشفي من المرض بشكل كامل. نأمل أن يتمكن الخبراء عبر التجارب السريرية والأبحاث من الوصول إلى علاج شاف من هذا المرض.

إقرأ أيضاً: داء باركنسون، أشيع الأسئلة حوله وأين يقف الطب من التغلب عليه؟

1177 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *