أبو محمّد الهمداني ..من أكبر الجغرافيّين في جزيرة العرب في عصره،كتب أقدم الكتب في مجال الجغرافيا والتاريخ.
كما أحاط بعلوم الكيمياء والفلك والفلسفة ،وكان من الشّعراء المعروفين في زمنه،حيث لُقّب بلسان اليمن.
وسنتعرّف في هذا المقال على حياة أبو محمّد الهمداني، وعلى مؤلفاته .
محتويات
أبو محمّد الهمداني
أبو محمّد الهمداني هو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الأرحبي البكيلي الهمداني.
ولد في صنعاء في اليمن،وكُنّي بالهمداني نسبةً إلى قبيلة همدان ،وهي من أكبر القبائل في اليمن .
كان الهمداني شعلةً من الذكاء والحماس والنشاط،امتلك قدرةً عاليةً على الملاحظة ،وسرعة بديهة .
حيث تناول مختلف العلوم من جغرافيا وتاريخ وفلك وعلم أنساب العرب وتاريخ الجزيرة العربية.
كما تمكّن من فك رموز كتابات عربيّة قديمة وجدت في جنوب الجزيرة العربيّة.
إقرأ أيضاً : نبذة عن الشاعر أحمد شوقي .. نشأة و حياة الشاعر أحمد شوقي
نبذة عن حياة أبو محمّد الهمداني
ولد أبو محمّد الهمداني في صنعاء وشبّ وترعرع فيها ،رحل في بداية حياته إلى مكّة المكرّمة .
كانت مكّة في ذلك الوقت من مراكز العلم ،ويفدها الكثير من علماء البلدان الإسلاميّة،وقضى فيها 6 سنوات.
وهناك اكتسب معرفةَ واسعةَ ،من حصوله على العديد من الكتب في الأنساب والشعروالمعرفة .
كما انجذب كثيراً إلى الكتب المترجمة ،اليونانية والفارسية والهنديّة ،و تأثّر بأرسطو وبطليموس في كتاباته ومؤلّفاته .
كذلك قِيلأنّه رحل إلى العراق واختلط بالعلماء هناك،إلّا أنّ هذه الروايات بقيت غير مؤكّدة.
سجن أبو محمد الهمداني في صعدة
بعد عودة أبو محمد الهمداني من مكّة المكرمة إلى اليمن ،نزل في صعدة .
كانت صعدة في ذلك الوقت محطّة مهمّة للتجارة ،ومركز تجمّع الحج من مختلف مناطق اليمن.
كذلك شهدت حركة أدبيّة وفكريّة واستقطبت العديد من العلماء والأدباء والشعراء وطلّاب العلم.
إلّا أنّ صعدة كانت من المراكز التي تشهد خلاف سياسي وفكري ، ،منذ أن وطّد الإمام العادي مركزه فيها .
وبما أنّ الهمداني كان من الشخصيات المشهورة ،لم يتجنّب هذا الصراع القائم ،وهذا ما أدّى إلى تفاقم الأمر بينه وبين الشعراء.
وانتهى الأمر بالهمداني بالسجن لمدّة عشر أيّام ، بسبب الاتهامات التي وجّهت إليه،وأثارث غضب السلطان والناس.
إقرأ أيضاً : أبو العلاء المعرّي
سجن أبومحمّد الهمداني في صنعاء
بعد خروج أبو محمّد الهمداني من السجن توجّه من صعدة إلى صنعاء.
إلّا أنّه لم يأبه لتهديدات الإمام الناصر له ،وعاد ينظم الأشعار ،طامعاً بحماية آل يعفر من الحميريّين.
وهذا مادفع الإمام الناصر إلى إرسال كتاب إلى أسعد بن أبي يعفر يبلغه بانتقاص الهمداني له في أشعاره.
ولأنّ الإمام الناصر وأسعد بن أبي يعفر على مودّة ووفاق ،أرسل أسعد بين أبي يعفر إلى ابن أخيه أمير صنعاء يأمر بسجن الهمداني.
وعلى إثر ذلك سجن الهمداني عام 319 ه /931 م،إلاّ أن رجال القبائل بادروا لنجدته، ليطلق سراحه في 321ه/933م.
بعد خروجه من السجن انتقلَ إلى ريدة،وهناك قضى بقيّة حياته حتّى وفاته حيث دفن هناك.
مؤلّفات أبو محمّد الهمداني
ألّف أبو محمد الهمداني العديد من الكتب ،واعتمد في ذلك على ملاحظته الشخصيّة، وعلى ما كتبه من سبقه من الكتّاب والرحّالة .
بعض هذه الكتب رُويت مختصرة أو منقّحة،فيما فقد العديد من الكتب أيضاً.
إلّا أنّ الشيء المؤكّد هو أن الهمداني ألّف الكثير من الكتب ،تحديداً في فترة إقامته في الريدة.
كتاب الجوهرتين العتيقتين
من أهمّ مؤلّفات أبو محمّد الهمداني، كتاب الجوهرتين العميقتين المختص بالكيمياء.
درس فيه المعادن المعروفة في ذلك الوقت،وخصائصها ،واستخداماتها الطبيّة والصناعيّة ، وكيفية تنقيتها.
ومن أهمّ ما يميز الهمداني في هذا الكتاب ،هو اعتماده على المنهج التجريبي ،ويُعتقد أنّه أوّل من أشار إلى حقيقة الجاذبيّة الأرضيّة.
كتاب صفة جزيرة العرب
ومن مؤلّفات أبو محمّد الهمداني المهمّة ،كتاب صفة جزيرة العرب الفريد من نوعه في مجال الجغرافيا الإقليميّة .
وقد اعتمد في كتابه هذا على الرحّالة ،والتجّار،وعلى الذاهبين إلى مكّة المكرّمة للحج والعائدين منها.
وبدأ الكتاب بشرح الطرق المختلفة لكيفية تحديد خطوط الطول ودوائر العرض،ثمّ قسّم العالم إلى سبعة أقاليم ، كما فعل بطليموس.
أمّا الجزء الأساسي من الكتاب ،فقد قسّم فيه الجزيرة إلى خمسة أقاليم منها نجد ،وتهامة،والحجاز،واليمن وشرح وحلّل كلّاً منها .
إقرأ أيضاً : بدر شاكر السيّاب 1926
من مؤلّفات أبو محمدّ الهمداني الأخرى
- كتاب الإكليل:ويتضمّن أخبار العرب والأمم السابقة.
- كتاب الأنساب:ويرجّح أنّه جزء من كتاب الإكليل.
- كتاب الإبل:وفيه يتحدّث عن الحيوانات.
- كتاب سرائر الأحرار.
- كتاب المسالك والممالك.
- كتاب أسماء الشهور والأيّام.
- كتاب عجائب اليمن.
- كتاب المطالع والمطارح.
- كتاب الأيّام.
