يعتبر أدب الرسائل أحد الأجناس الأدبيّة، وتعدّ مي زيادة وجبران خليل جبران من الأقلام الشهيرة في هذا الأدب .
فقد كانت الرسائل المتبادلة بينهما ومازالت محطّ الاهتمام والتساؤلات ،كما أنّها من أجمل ما كتب الأدباء في أدب الرسائل.
وفي مقالنا سنتعرّف طبيعة العلاقة التي جمعت بين مي وجبران، ونورد بعض الرسائل التي تبادلاها.
مي زيادة وجبران
- بدأت القصّة بين مي زيادة وجبران خليل جبران ،بعد قراءة مي زيادة لقصة الأجنحة المتكسّرة ،التي نشرها جبران عام 1920م.
- وفي ذلك الوقت كانت تقيم مي زيادة في مصر ،وجبران في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
- فكتبت إليه رسالتها الأولى تعرّف عن نفسها وعن نشاطاتها الأدبيّة وتعبّر عن مدى إعجابها بأدبه .
- ليردّ عليها جبران برسالةٍ يتحدّث فيها عن حياته،وعن قصة الأجنحة المتكسّرة التي عكست شيئاً من معاناته.
- وتوالت بعدها الرسائل الورقيّة بين الأديبين، فكانت خطابات أدبيّة عبّرت عن مدى التآلف الفكري والروحي بينهما .
- ومع توالي الرسائل تطورّت الصداقة بين مي زيادة وجبران ،إلى حبٍ تجاوز المكان والزمان .
- وقد دامت هذه المراسلات قرابة العشرين سنة دون أي لقاء ،كما شهدت العديد من الانقطاعات والجفاء ،منها انقطاع البريد خلال الحرب العالميّة الأولى .
- وقد جمعت حوالي سبعة وثلاثين رسالة من رسائل مي زيادة وجبران في كتاب الشعلة الزرقاء.
- تعبّر هذه الرسائل عن أدب مي وجبران ،وتظهر تطوّر العلاقة بينهما ،كما تحمل في طيّاتها الحب والشوق ،و يظهر بعضها القطيعة والصلح .
إقرأ أيضاً : الكاتب جبران خليل جبران .. معلومات عن حياة الكاتب والشاعر جبران خليل جبران
التعريف بمي زيادة
- ولدت مي زيادة في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886م،والدها إالياس زيادة لبناني الأصل،ووالدتها نُزهة معمّر سوريّة الجنسيّة.
- تلقّت تعليمها في البداية في الناصرة،ثمّ تابعت دراستها في ديرالراهبات في منطقة عينطورة في لبنان، وأكملت دراستها في كلية الآداب في القاهرة.
- برزت مي زيادة في مجال الصحافة ونشرت العديد من المقالات في الصحف المصريّة .
- كذلك عرفت بدفاعها عن حقوق المرأة وكانت رائدة من رائدات النهضة النسائيّة العربيّة الحديثة.
- كما أدرات صالون أدبي، استقطب إليه العديد من المفكرين والأدباء والشعراء .
- وقد استمرّهذا الصالون الأدبي لقرابة خمس وعشرين سنة،تميّز بما فيه من حريّة فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة.
- وقد كان لها الفضل الكبير في نجاح هذا الصالون الأدبي،كما أثّرت من خلاله على العديد من أدباء عصرها.
- كما عرفت مي زيادة أيضاً بمراسلة العديد من أعلام عصرها من ناشطين ومفكّرين وصحفيين وشعراء،كانت أبرزهم جبران خليل جبران.
التعريف بجبران خليل جبران
- ولد جبران خليل جبران في 10 أبريل عام 1883م ،في بلدة بشري شمال لبنان ، وهو شاعر وكاتب ورسّام، من شعراء وأدباء المهجر.
- نشأ جبران في عائلة فقيرة ،و هاجر صغيراً مع عائلته إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة ،وزادت معاناته بفقدانه لهم بسبب المرض.
- إلى أن تعرّف على السيّدة ماري هاسكل ، التي دعمته وتبنّت مواهبة ،وقد ارتبط بها بعلاقة وثيقة طوال حياته ، فكانت بمثابة الأم والصديقة والحببيبة.
- تميّز جبران بأسلوبه الفريد في الأدب والذي غلب عليه الرومنسيّة، وترك إرثاً كبيراً من المؤلّفات باللغتين العربيّة والإنكليزية.
- كما أسّس مع مجموعة من أدباء المهجر الرابطة القلميّة عام 1920م، والتي كانت تهدف إلى تجديد الأدب العربي،والثورة على العادات والتقاليد.
إقرأ أيضاً : نبذة عن الشاعر أحمد شوقي .. نشأة و حياة الشاعر أحمد شوقي
رسائل جبران و مي زيادة
تبادل جبران خليل جبران ومي زيادة رسائل كثيرة، ومن رسائل جبران إلى مي زيادة:
- وها أنا أضعُ قبلةً في راحةِ يمينكِ،وقبلةً ثانيةً في راحةِ شمالك،طالباً من اللهِ أن يحرسكِ ويبارككِ ويملأ قلبكِ بأنوارهِ،وأن يبقيكِ أحبّ الناسِ إلي.
- وفي هذه الرابطة يا ميّ، في هذه العاطفة النفسية، في هذا التفاهم الخفي، أحلام أغرب وأعجب من كلّ ما يتمايل في القلب البشري، أحلام طيّ أحلام طيّ أحلام .
- ما قولك في رجل يستيقظ من غفلته صباحًا فيجد إلى جانب فراشه “رسالة” من صديقة يحبها فيقول بصوت عالٍ “صباح الخير، أهلًا وسهلًا” ثم يفتح الرسالة بلجاجة العطشان، فماذا يجد؟ لا أكثر ولا أقل من قصيدة جغرافية لشوقي بك.
وممّا جاء في رسائل مي زيادة إلى جبران خليل جبران ،والتي فقد الكثير منها :
- ما معنى هذا الذي أكتبه ؟إنّي لا أعرف ماذا أعني به،ولكنّي أعرف أنّك محبوبي،وأنّي أخاف الحبّ.
- إنّي أخاف الحبّ كثيراً،ولكنّ القليل من الحبّ أيضاً ،لايرضيني!
إقرأ أيضاً : أهمّ شعراء العصر الأموي .. تعرف على شعراء العصر الأموي و أبرز قصائدهم