علاج التهاب الحلق الشديد

كتابة: Zainab Asif Ahmed - آخر تحديث: 25 يونيو 2022
علاج التهاب الحلق الشديد

علاج التهاب الحلق الشديد، يعد التهاب الحلق من أكثر الأمراض الشائعة التي تصادف أطباء العيادات، وعلى الرغم من انتشاره وتكرار التعامل مع الإصابة، لابد من تسليط الضوء على بعض النقاط المحورية فيما يتعلق بهذا المرض. بدءاً من التعريف بالتهاب الحلق، فهو عدوى تصيب الحلق، قد تكون بسبب بكتيريا وجراثيم، أو فيروسات، تصيب الحلق أولاً والذي هو الجزء الأول من الجهاز التنفسي

  • ومن أهم الأعراض التي تبدأ بالظهور عند المريض، هي ألم الحلق والبلعوم، مع الشعور باحتقان وتشرخ في الحلق وألم عند البلع، من الممكن أن تزول هذه الأعراض تلقائيا بعد مدة قصيرة وبدون الحاجة إلى أدوية، لكن عندما يعاني المريض من ارتفاع الحرارة، هنا يجب اللجوء الى الطبيب لتلقي العلاج المناسب، وفي حال أهملت الحرارة فالمريض أمام خطر الإصابة بالتهاب كلية وحمر روماتيزمية.

سنتحدث في هذا المقال عن علاج مختلف أنواع التهاب الحلق بحسب العامل المسبب، وعلاج التهاب الحلق في المنزل.

علاج التهاب الحلق البكتيري

علاج التهاب الحلق البكتيري

لابد أن نعي تماماً أهمية تحديد العامل المسبب لالتهاب الحلق، نظراً لما له من تأثيرات أساسية على آلية المعالجة والمداواة.

  • البكتيريا ليست جميعها ممرضة، فهناك بكتيريا مفيدة وتعيش بشكل طبيعي في أجسامنا، تدعى الفلورا الطبيعية للجسم، إلا أن هذه البكتيريا من الممكن أن تتحول إلى ممرضة بظروف معينة، كإصابة الجسم بعدوى ما وانخفاض فاعلية جهاز المناعة لديه.

من هذه الفلورا نذكر مجموعة من الجراثيم التي تعيش في الفم تدعى المكورات العقدية، من الممكن أن تسبب أمراض في مختلف أنحاء الجسم عندما تتحول إلى جراثيم ممرضة، كالتهاب الحلق، والأذن الوسطى، والرئتين والأنسجة تحت الجلد ومجرى الدم.

  • لعلاج التهاب الحلق البكتيري نلجأ إلى المضادات الحيوية، كالبنسيلين أو الأموكسيسيلين، وهي من أفضل الصادات وأكثرها أماناً وأقل تكلفة، مع التأكد أن المريض ليس لديه حساسية تجاه البنسيلين، وفي هذه الحال يلجأ الطبيب إلى صادات أخرى. من الضروري أن نتقيد بتعليمات الطبيب المعالج عند تناول الصاد الحيوي، حيث أن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى القضاء على البكتيريا المفيدة في الجسم، وبالتالي يصبح الجسم عرضة لكثير من الأمراض التي تقوم تلك الفلورا بمكافحتها عادة، وكذلك التوقف عن تناول الصاد عند الشعور بتحسن وقبل الانتهاء من الجرعة المحددة، يؤدي إلى خلق سلالات من الجراثيم المقاومة لهذه الصادات، أي ازدياد خطورتها وصعوبة التخلص منها.

علاج التهاب الحلق الفيروسي

الفيروسات أصغر من الجراثيم، وتستمر في الحياة مدة أطول، كما أن جميع الفيروسات ممرضة على عكس الجراثيم، ويعد التهاب الحلق من أبرز الأمراض التي تسببها الفيروسات. تتم الوقاية من العدوى الفيروسية غالباً عن طريق اللقاحات، لكن في حال حدوثها نلجأ إلى مضادات الفيروسات مع الراحة التامة لمساعدة آليات الجسم الدفاعية على التصدي للفيروساات. من الممكن اللجوء إلى مسكنات الألم الخفيفة والتي لا تحتاج ألى وصفة طبية، للتخلص من الألم والإزعاج كالأسيتامينوفين.

علاج التهاب الحلق الشديد

علاج التهاب الحلق الشديد

يعتمد علاج التهاب الحلق الشديد على المُسبب، فيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لتشخيص التهاب الحلق باستخدام أداة مُضاءة للنظر إلى الحلق والأذنين والممرات الأنفية.

وفي كثير من الحالات يقوم الطبيب بأخذ مسحة للحلق للكشف عن نوع البكتيريا المسببة للمرض في حال كان السبب بكتيري.

علاج التهاب الحلق والأذن

من الشائع أن يمتد التهاب الحلق والبلعوم إلى الأذن الوسطى عبر قناة الوصل بينهما، التي تدعى نفير أوستاش، وتتمثل وظيفة هذه القناة في المحافظة على الضغط الطبيعي على جانبي غشاء الطبل( الذي يتوضع في الأذن الوسطى).

  • تبدأ الأعراض غالباً على شكل نقص سمع في الأذن المصابة، وألم وحكة مع احتقان. ينتج الاحتقان عن تراكم وتجمع السوائل المصلية في الأذن الوسطى والذي يكون نتيجة انسداد قناة أوستاش، وتسمى هذه الحالة التهاب أذن وسطى رضي أو مصلي. عند انتقال العدوى الجرثومية وتكاثر الجراثيم ضمن السوائل نكون أمام حالة التهاب أذن وسطى قيحي.

نبدأ المعالجة عادة بوصف مضادات الاحتقان لفتح قناة أوستاش، ثم الصادات الحيوية، التي تكون على شكل أقراص فموية أو قطرات أذنية، مع الانتباه إلى عدم فاعلية القطرات الأذنية في حال التهاب الأذن القيحي، لأن

علاج التهاب الحلق في المنزل

من الممكن اللجوء إلى العديد من التدابير منزلياً فور ظهور الأعراض والألم، ومن هذه التدابير نذكر:

  • العسل: شرب العسل الممزوج مع ماء فاتر أو شاي، أو حتى تناوله بمفرده يعد من أكثر الأساليب المتبعة للتخفيف من ألم التهاب الحلق والبلعوم.
  • الغرغرة بالماء الدافئ المالح: تساعد في القضاء على البكتيريا، وتخفيف التورم والاحتقان، قم بالغرغرة تقريباً كل ثلاث أو أربع ساعات يومياً.
  • الليمون مع الماء الدافئ: على غرار الماء الدافئ والملح، شاع استخدام الليمون لتخفيف آلام التهاب الحلق، كما أنه غني بفيتامين(سي) الذي يعزز قدرة الجهاز المناعي على التصدي للميكروبات.
  • الغرغرة بصودا الخبز مع ماء مالح: يساعد هذا المحلول على قتل البكتريا في منطقة الحلق والبلعوم، ومنع نمو الخميرة والفطريات أيضاً.
  • الفلفل الحار أو الصلصة الحارة: تستخدم كمسكن للألم، حيث يحوي الفلفل الحار على مادة الكابسيسين، التي تؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن الألم. على الرغم من عدم وجود دليل علمي مثبت، إلا أن تناول الفلفل الحار مع الماء الدافئ والعسل له دور في تخفيف آلام التهاب الحلق. لا يجب اللجوء إلى هذا التدبير لدى الأشخاص الذين يعانون من تقرحات فموية مفتوحة.
  • الثوم: يحوي الثوم على مادة الأليسين، وهو مركب عضوي له دور مضاد للالتهابات والبكتيريا.
  • حمام البخار: في الحالة الطبيعية، تفرز الأغشية المخاطية في الحلق والبلعوم المخاط الذي يعمل على ترطيب المجاري التنفسية، وعند احتقان أو التهاب الحلق، يقل إفراز المخاط مما يؤدي إلى جفافها وشعورك بالخدش والألم. يساعد حمام البخار على إعادة الرطوبة للأغشية المخاطية، وبالتالي تخفيف الألم.
  • وضعية النوم الصحيحة: إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من ارتخاء الفك السفلي أثناء النوم، فمن الأفضل أن تحرص على إبقاء فمك مغلقاً أثناء النوم، فالتنفس من الفم يجفف الأغشية المخاطية ويزداد الألم.

علاج التهاب الحلق في المنزل بالأعشاب

علاج التهاب الحلق في المنزل بالأعشاب

  • شاي البابونج: عرف البابونج بخصائصه المضادة للأكسدة واستخداماته الطبية منذ القدم، ففضلاً عن كونه مهدئ ومرخي، فهو أيضاً مضاد للالتهاب، ويساعد استنشاق بخار شاي البابونج على تخفيف الاحتقان في الطرق التنفسية العلوية مثل الحلق والبلعوم.
  • النعناع: منعش للنفس، كما يحتوي على المنتول الذي يعمل على تهدئة التهاب الحلق، ومن الشائع استخدامه على شكل بخاخات زيت النعناع المخففة، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للالتهاب والبكتيريا والفيروسات، مما يزيد احتمالية الشفاء قبل تطور الإصابة.
  • الحلبة: شاي الحلبة هو علاج طبيعي وقديم الاستخدام لعلاج التهاب الحلق، فهو مخفف للألم ويحد من تكاثر البكتيريا، مع ضرورة تنبيه الحوامل إلى تجنب استعماله.
  • جذر العرق سوس: يتم استخدامه بنقعه بالماء الدافئ للغرغرة، وعلى الرغم من أنه تدبير قديم وفعال لعلاج التهاب الحلق، تمنع النساء الحوامل والمرضعات من استخدامه.
  • الدردار الزلق: يحوي على مادة شبيهة بالمخاط، عند مزجه بالماء يشكل هلاماً يغلف الحلق بطبقة ملطفة تساعد على تخفيف التهيج والالتهاب، وعلى الرغم من كونه علاج تقليدي لالتهاب الحلق، إلا أنه بحاجة ألى المزيد من الأبحاث.

وفي الختام، لا بد من التأكيد على أنه في أغلب الأحيان يكون التهاب الحلق عرضي، ولا يحتاج إلى الأسراع بالعلاج وتناول الصادات، بل من الأفضل أن نعطي الجسم والجهاز المناعي الفرصة للمقاومة، وينصح باللجوء إلى التدابير المنزلية والأعشاب أولاً، وفي حال ظهور أعراض أكثر جدية مثل الحرارة أو القيح، عندها يجب اللجوء إلى الطبيب لوصف العلاج المناسب.

1309 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *