بدر شاكر السيّاب … هوأحد شعراء الوطن العربي المشهورين في القرن العشرين،ومن مؤسّسي الشعر الحُر في الأدب العربي.
وفي مقالنا هذا نقدّم لكم بحث عن بدر شاكر السيّاب ،إضافة إلى مؤلّفاته.
محتويات
بحث عن بدر شاكر السيّاب
بدر شاكر السيّاب هو شاكر بن عبد الجبّار بن مرزوق، ولد في قرية جِيكُور في البصرة في العراق ،في الخامس وعشرين من ديسمبر من عام 1926م.
كان قريته جِيكُور مزروعة بأشجار النخيل،وتنتشر فيها الأنهار الصغيرة ،كما كانت وارفة الظّلال وفيها العديد من أنواع الفاكهة.
وقد كان لهذه القرية تأثيرٌ كبيرٌ في حياة بدر شاكر السيّاب،مدّت شعره بالحياة والطاقة،ورافقت ذاكرته طوال حياته.
درس بدر شاكر السيّاب الابتدائية في مدرسة باب سليمان،وبعد انتهاء الصّف الرّابع الابتدائي ،انتقلَ إلى مدرسة المحموديّة.
ثمّ تابع الدّراسة الثانويّة في مدينة البصرة، والتحق بعد ذلك بدار المعلّمين العالية في العاصمة بغداد.
وهناك تخصّص في الأدب العربي مدّة سنتين،وفي عام 1945م غيّر اختصاصهُ إلى اللغة الإنكليزيّة، بعد أن أتقنً اللغة العربيّة.
وفي عام 1948م تخرّج من الجامعة ،ثمّ أسندت إليه وظيفة تعليم اللغة الإنكليزيّة في الرماديّة.
إلّا أنّه فُصلَ من هذه الوظيفة بسبب مواقفه السياسيّة ،حيث كان معروفاً بميوله السياسيّة اليساريّة، ونضاله في سبيل القضيّة الفلسطينيّة وتحرير العراق.
بعد إطلاق سراحه بدأ بالعمل الحر متنقّلاً بين بغداد والبصرة،ليغادر العراق عام 1952م إلى إيران ثمّ الكويت ، وذلك عقبَ المظاهرات التي شارك فيها.
من ثمّ عاد إلى بغداد عام 1954م، وعمل في مجال الصحافة ،كما شغل وظيفة في مديريّة الاستيراد والتصدير.
وفي عام 1958م عاد إلى وظيفة تدريس اللغة الإنكليزيّة ،بعد ثورة عبد الكريم قاسم على النظام الملكي،وإقامة النظام الجمهوري.
كذلك عمل في السفارة الباكستانيّة عام 1959م،وبعد انفصاله عن الحزب الشيوعي عاد إلى عمله في مديريّة الاستيراد والتصدير،ثمّ انتقل إلى البصرة وعمل في مصلحة المؤانئ.
الشعر عند بدر شاكر السيّاب
بدأ الشاعر ينظم الشعر منذ أن كان شاباً، وكان شعره في ذلك الوقت باللغة العراقيّة الدّارجة ،ثمّ تحوّل إلى الشعر الفصيح.
لم يتميّز بأسلوبه خلال هذه المرحلة ولم يتفرّد بشيء، و كانت من دواوينه في تلك الفترة ديوان أزهار ذابلة،وديوان أساطير.
إلّا أنّه بعد الحرب العالميّة الثانية،سعى لبناء نمط ٍجديدٍ لقصائده ،كما ابتعد عن الشعر التقليدي القديم .
كذلك تميّزت هذه المرحلة بغزارة الإنتاج،كتب فيها عدّة دواوين من أهمّها أنشودة المطرالتي صدرت عام 1962م . وتعدّ من أشهر مؤلفاته ،والمعبد الغريق،ومنزل الأقنان.
وأصبح بأسلوبه الجديد في مقدمة الشعراء المجدّدين في الشعر العربي الحديث.
أمّا أهمّ الموضوعات التي تناولها هي الحب،والشقاء،والشعر الوطني ،والغزل ،حيث جسّد من خلالها حياته وعكست معاناته وآلامه.
شاهد أيضًا: حياة توفيق الحكيم وأهم 10 أعمال له
أسلوب بدر شاكر السيّاب
تميّز أسلوب بدر شاكر السيّاب باستخدام التعابير الجديدة ،وكان هذا جليّاً في معظم نصوصه الشعريّة.
كما اتّسم شعره باستخدام الألفاظ المضعّفة التي تضفي على النصوص سماتٍ موسيقيّة وشعريّة.
أكثر السيّاب كذلك من الألفاظ العاميّة ،ليوصل مشاعره وأفكاره إلى القارئ ،واستخدم الصور الفنيّة كوسيلة للتعبيرعن عواطفه وأفكاره بطريقة إبداعيّة.
إضافة إلى ذلك أولى القصص الأسطوريّة أهميّة بالغه في نصوصه، وقد أضفت عليها الإبداع والجمال، وأثّرت عليها من الناحيّة الفنيّة والفكريّة.
شاهد أيضًا: أصل العرب ومن أين جاؤوا وما هو موطن وطبقات العرب
مؤلّفات بدر شاكر السيّاب
كتب العديد من الأعمال الأدبيّة،كما ترجم العديد من الأعمال الأدبيّة،ومن الدواوين التي نُشرت وهو على قيد الحياة:
- أنشودة المطر.
- أزهار ذابلة.
- أساطير.
- حفّار القبور.
- الأسلحة والأطفال.
- المومس العمياء.
بينما جُمعت بعض الدواوين ونُشرت بعد وفاته،ونذكر منها :
- شناشيل ابنة الجلبي.
- إقبال.
- قيثارة الروح.
- أعاصير.
- الهدايا.
- بواكير السّلام.
كما ترجم العديد من القصائد مثل الحب والحرب،وقصائد من الشعر العالمي الحديث،وقصائد عن العصر الذرّي عن إيديث سيتول .
وترجم أعمال نثريّة مثل ثلاثة قرون من الأدب،وترجم مسرحيّة الشاّعر لبيتر أوستينوف.
وفاة بدر شاكر السيّاب
بدأ المرض يؤثّر على بدر شاكر السيّاب عام 1962م، حينها سافر إلى لبنان، وأدخل مستشفى الجامعة الأمريكيّة لتلقّي العلاج ،ثمّ عاد إلى البصرة.
لكنّ المرض أجبره على السفر ثانيةً ،حيث سافر إلى الكويت لتلقّي العلاج في المستشفى الأميري.
إلّا أنّه توفي هناك بعد معاناته مع المرض عام 1964م، ونُقل جثمانه إلى قريته جيكور ودُفن فيها .